يلعب النمو المعرفي دوراً هاماً في تطوير مهارات التفكير والعمليات العقلية، كما يشكل الأساس الذي تستند عليه مختلف العمليات المعرفية كالإدراك والتذكر، والتخيل والاستدلال والاسترجاع. ويؤكد فيجوتسكي Vygotsky على أن النمو المعرفي والادراكي يتطور من خلال التفاعل الاجتماعي، كما اكد على أهمية اللغة ودورها في تنمية التفكير واكتساب المهارات المعرفية.(Kozulin, 2003) ويعرض الباحث من خلال هذه الورقة النمو المعرفي عند بياجيه (Piaget) وفيجوتسكي Vygotsky وتشير وجهة نظر بياجيه الى أن : النمو المعرفي يحدث قبل نمو اللغة ، فالنمو المعرفي يأتي أولاً، وهذا ما يجعل النمو اللغوي شيئاً ممكنا ، وهو يرى كذلك أن اللغة ليست شرطاً ضرورياً للنمو المعرفي ، ويؤكد بياجيه أن ظهور التمثيل الداخلي Internal representation والذى تعد اللغة احد أشكاله يزيد من قوة التفكير في المدى Rang والسرعة Speed فالأطفال يمكن أن تكون لديهم أفكار عن الأشياء والموضوعات قبل أن يستطيعوا تسميتها ومن ثم فإن عدم امتلاك الطفل للغة لا يمنعه من التفكير، بينما يرى فيجوتسكي أن التفكير واللغة يبدآن على أنهما لونان من الأنشطة المنفصلة والمستقلة، وعند سن الثانية من العمر يلتقي التفكير واللغة ويلتحمان ليعلنا بدء نوع جديد من السلوك عند هذه النقطة يصبح الفكر لفظياً والكلام عقلانياً.